الدرس الخامس - التنوين
ما هو التَّنوين ؟
التَّنوينُ ظاهِرةٌ مِن ظواهِر اللُّغةِ العربيَّةِ
, وهِيَ على وَزْن تفعيل ، "نُوِّنَت الكلمةُ" : أيْ جُعِلَت
في آخِرها نونٌ . فالتَّنوينُ : هو أن يَجعَلَ المُتكلِّمُ العَربيُّ في آخِر الكلمةِ
التي نَطَقَها نُونًا ؛ كأن يقولَ لـ ( بيت ) ( بيتٌ
) . وتستعمله العَربُ
في اللَّفظِ دُونَ الخَطِّ ؛ أيْ لا يكتبون
التَّنوين نُونًا صَريحةً ، وإنَّما ينطقونه فقط . فإذا وقفوا
على الكلمةِ التي نَوَّنُوها ، حذفوا ذلك التَّنوينَ ووقفوا بالسُّكون إذا كانت الكلمة الموقوف عليها آخِرها ضَمَّة أو كَسْرة ، وإن كان آخِرها فَتْحَة ، فإنَّهم يبدلون
التَّنوينَ ويقفون بألِف مُعوِّضَة عن تلك النُّون . فيقفون مثلاً على كلمة (عليمًا) بـ (عليما) ، بينما (عليمٌ) يَحذفون التَّنوين ويقفون بالسُّكون (عليمْ) . وأيضًا (عليمٍ) يَحذفون تنوين الجَرِّ ويقولون (عليمْ) .
إذًا ، فالتَّنوينُ : هو نُونٌ ساكِنة تُلحِقُها
العَربُ آخِرَ الأسماءِ لَفظًا لا خَطًّا ، ووَصلاً لا وَقفًا .
وعلامةُ التَّنوين في الخَطِّ هو مُضاعفة الحَركةِ
، نحو :
بيتٌ - بيتٍ - بيتًا
عليمٌ - عليمٍ - عليمًا
محمدٌ - محمدٍ - محمدًا
= لماذا نَضَعُ ضَمَّتَيْن وفَتْحَتَيْن وكَسْرتَيْن
للدِّلالةِ على التَّنوين ؟
محمدٌ أصلُها محمدُن ، فحُذِفَت النُّون ، وعُوِّضَت بحَركةِ الحَرفِ
الذي قبلها ، وهِيَ الضَّمَّة .
محمدًا أصلُها محمدَن فحُذِفَت النُّون ، وعُوِّضَت بحَركةِ الحَرفِ
الذي قبلها ، وهِيَ الفَتْحَة .
محمدٍ أصلُها محمدِن فحُذِفَت النُّون ، وعُوِّضَت بحَركةِ الحَرفِ
الذي قبلها ، وهِيَ الكَسْرَة .
إذًا ، في تنوين الضَّمِّ تكونُ الضَّمَّةُ الأولى هي حَركة الإعراب ، والضَّمَّةُ الثانية هِيَ عِوَض عن النُّون المحذوفة ، ومِثلها في الفَتْح و الكَسْر .
= ما يَجِبُ مُراعاتُه في دَرس التَّنوين :
- عند هِجاءِ الحَرفِ مُنفردًا ، وعند الوَقفِ على النُّون السَّاكنة ، نقِفُ عليها بزَمَن التَّوسُّط ؛ لأنَّ التَّنوينَ في مَتن القاعِدة مَظهرٌ
فقط ، ( بًا
- با ألف فَتْحَتَيْنِ بَنْ ) .
1- بًا - با ألف فَتْحَتَيْنِ بَـنْ ( غُنَّة ناقِصة ) .
2- بٍ - با كَسْرتَيْنِ بِـنْ ، بِـنْ ( غُنَّة ناقِصة ) .
3- بٌ - با ضَمَّتَيْنِ بُـنْ ، بُـنْ ( غُنَّة ناقِصة ) .
- عند الوَقفِ على التَّنوين المنصوب ، يُبدَّل ألِفًا ، ويُسَمَّى مَدَّ عِوَض ، ويُمَدُّ مَدًّا طَبيعيًّا بمِقدار حركتين ، وهذا في حال هِجاءِ الكلماتِ في المُصحف ، أمَّا في مَتن القاعِدة فنتهَجَّى الحَرفَ والكلمةَ بالوَصلِ ؛ للتَّدريب على أداءِ التَّنوين .
- لا بُدَّ مِن تخليص الحَرفِ المُتحرِّكِ الأوَّل من الحَرفِ المُنوَّن من الغُنَّة تمامًا ، خاصَّةً أنَّ الحَرفَ الذي سيُنطَقُ
بَعدَه حَرفٌ أغَنّ ، وهو النُّون .
- لا بُدَّ مِن مُراعاة تفخيم الحَرفِ المُتحرِّكِ إذا كان من حُرُوفِ التَّفخيم المُستعلِيَة المُطْبقة في جميع أحواله ؛ أيْ سواءٌ كان مُنَوَّنًا
بالفَتْح أو الكَسْر أو الضَّمِّ .
- تفخيمُ الحُرُوفِ المُستعلِيَةِ المُنفتِحَةِ ؛ وهِيَ ( ق - غ - خ ) عند تنوينها بالفَتْح أو الضَّمِّ ، وتفخيمُها تفخيمًا نِسبيًّا عند التَّنوين بالكَسْر .
- مُراعاةُ الضَّمِّ والبَسْطِ للشَّفتين عند الحُرُوفِ المُنَوَّنَةِ بالضَّمِّ .. نَضُمُّ الشَّفتين مع الحَرفِ الأوَّل المُتحرِّكِ ، ونَبسُطُ عند النُّطق بالنُّون السَّاكنة .
- تَهَجِّي مَتن القاعِدة يكونُ على الوَصل ( أي بالحَركاتِ ) ؛ أيْ : حال تَهَجِّي الحَرفِ الأخير من
الكلمةِ نقرؤها بالحَركةِ وليس بالسُّكون ، وهذا في مَتن القاعدة فقط , ولكن القاعدة الأساسيَّة عند العَرب : ( لا نَقِفُ على مُتحرِّكٍ ، ولا نبدأُ بسَاكِنٍ ) .
- الكلماتُ المُنتهيَةُ بتنوين النَّصب إمَّا أن تُتركَ على حالها دُون إضافةِ أيِّ شيءٍ إليها ، وإمَّا أن تُزادَ ألِفٌ فى آخِرها , فتُتركَ على حالها إذا كانت مُنتهيةً بتاء مَربوطة ( ة ) ، أو فى الاسم المقصور ( ى ) ، جَمْع المُؤنث السالم ، الاسم المُنتهي بهَمْزَةٍ قبلها ألِفٌ ( سماء ) , وتُزاد ألِف فى الآخِر فيما خرج عن هذا الإطار ، كأن تكونَ الكلمةُ
مُفردَةً أو جَمْعًا يَقبَلُ الألف ، أو مُنتهيَةً بهَمْزَةٍ ليس قبلها ألف مثل هنيئًا همزة منونه قبلها ياء وليست ألف فيضلف بعدها ألف وكذالك مريئًا وكذالك جزْءًا.
.
- تطبيقُ جَميع ما سَبَقَ في دَرس الحَركاتِ
؛ مِن إتمام
الحَركاتِ وأزمنتِها والتَّفخيمِ والتَّرقيق ومَخارج الحُرُوفِ وصِفاتِها ومُسَمَّيَاتِها وغيرها مِمَّا سَبَقَ ذِكْرُه .
= فـــــائِـدة :
• الأَصَحُّ حين نَضَعُ تنوينَ النَّصب أن نَضَعَه قبل الألف وليس على الألف ، ( عليمًا ) وليس (عليماً) .
• الضَّمَّتان والكَسْرتان هما رَمزان كتابيَّان للضَّمَّةِ المصحوبة
بتنوين ، وللكَسْرَةِ المصحوبةِ بتنوين ، تُنطَقَان معًا وتُحذَفَان عند الوَقفِ معًا . أمَّا الفَتْحَةُ المصحوبةُ بتنوينٍ ، فإنَّها لا تُحذَف للوَقفِ ولا يُحذَف تنوينُها ، بل يصير ألفًا ( مَدّ العِوَض ) .
من شرح الأستاذة الفاضلة أم أسامة العمري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق